مناسك حجه التمتع
 وإنما له أن يطوف أولاً ثم يحرم للحج. أما إذا أخطأ فطاف بعد الإحرام فالأحوط استحبابا أن يجدّد التلبية.
3 ـ قد ينسى البعض بأن يأتي بالتلبية عندما يعقد نية الإحرام للحج ولا يتذكر إلاّ بعد الوصول الى عرفات فيكتفي بأداء التلبية فيها. وهذا خطأ منه حيث أنه يجب عليه مع تمكنه العودة الى مكة أن يعود اليها ليحرم منها. وإنما يجوز الإحرام في عرفات لمن لا يتمكن من العودة الى مكة لضيق الوقت أو لعذر آخر.


الوقوف بعرفات

اذا لم يتهيأ للمحرم الذهاب الى منى ليلة التاسع من ذي الحجة الحرام وتهيأ له الذهاب الى عرفات ليبيت فيها ليلة عرفة أو اذا قرر البقاء في مكة هذه الليلة. يجدر به أن يحييها ذاكراً الله عز وجلّ حامداً عابداً راكعاً ساجداً مستغفراً حتى اذا كان يوم التاسع من ذي الحجة قصد الحجيج ممن لم يببيتوا بعرفات أرض عرفات (21 كم عن مكة) ليقفوا بها. ويقصــد الفــقهاء بالـوقوف في عرفات (الحضور) بها من دون فرق بين أن يكون الشخص الحاضر راكباً أو راجلا أو واقـفاً أو جالساً ساكناً أو متحركاً. ويجب الوقوف بعرفات ابتداءً من أول الزوال (الظهر) والى الغروب ناويا مع القربة والإخلاص هكذا: أقف بعرفات من زوال هذا اليوم الى غروب الشمس لحج التمتع قربة الى الله تعالى . وتحرم الإفاضة من عرفات قبل غروب الشمس (سقوط القرص) للعالم العامد. بل الأحوط وجوبا الانتظار الى حين ذهاب الحمرة المشرقية حتى مع التأكد من سقوط القرص.

الوقوف بالمزدلفة

بعد أن ينتهي الحاج من الوقوف بعرفات يتوجّه الى أداء الواجب الثالث من واجبات الحج بعد الوقوف بعرفات وهو الوقوف بالمزدلفة. والمزدلفة اسم لمكان يقال له المشعر الحرام كذلك (ويبعد 6 كم عن عرفات و14كم عن مكة) حيث يجب على الحاج بعد الإفاضة من عرفات أن يبيت شطراً من ليلة العيد في المزدلفة حتى يصبح بها، والأحوط أن يبقى فيها الى طلوع الشمس ويجوز أن يخرج منها الى وادي محسر قبل الطلوع بقليل.ولا يجوز تجاوز الوادي قبل الطلوع. ويجب على الحاج أن ينوي بوقوفه القربة الخالصة لله تعالى فيقول مثلا: أبيت هذه الليلة بالمشعر الحرام لحج التمتع قربة الى الله تعالى . ويكفي في النية القصد القلبي ولا يجب اللفظ.

من أحكام الوقوف بالمزدلفة

1 ـ المقصود بالوقوف في المزدلفة (الحضور) في المزدلفة من دون فرق بين أن يكون الحاج قائماً أو قاعداً أو نائماً أو ماشياً أو راكباً أو ما شاكل ذلك تماماً كالوقوف بعرفات.
2 ـ يستثنى من وجوب الوقوف بالمزدلفة بالمقدار مارّ الذكر: الخائف والصبيان والنساء والضعفاء الذين لايقوون على الانتظار أو الزحام والمرضى والذين يتولون شؤونهم. فإنه يجوز لهؤلاء الاكتفاء بالوقوف بها بعض الوقت ليلة العيد والإفاضة منها الى منى.
3 ـ إذا لم يتيسر للحاج الوقوف بالمزدلفة ليلة العيد ولا بين طلوع الفجر وطلوع الشمس من يوم العيد لعذر من مرض أو نسيان أو جهل أو غير ذلك يجب على الحاج أن يقف فيها بعض الوقت ما بين طلوع الشمس الى زوالها من يوم العيد. ولو تعمّد ترك ذلك بطل حجه.
4 ـ يستحب للحاج أن يلتقط من المزدلفة سبعين حصاة لاستخدامها في رمي الجمار في يوم العيد وما بعده.
5 ـ يستحب الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء في المزدلفة بأذان وإقامتين.
6 ـ يستحب إحياء هذه الليلة بالعبادة والدعاء بالمأثور وغيره.

منى وواجباتها

بعد أن ينهي الحاج وقوفه في المشعر الحرام أو المزدلفـة يفيض منها الى منى (6 كم) عن المشعر الحرام لأداء الأعمال الواجبة عليه هناك وهي ثلاثة: (رمي جمرة العقبة) ثم (الذبح أو النحر) ثم (الحلق أو التقصير) على التوالي.

رمي جمرة العقبة

1 ـ يجب أن يأتي الحاج بهذا الواجب بنية القربة لله تعالى مع الاخلاص فيقول: أرمي جمرة العقبة لحج التمتع قربة الى الله تعالى . ويكفي في النية القصد القلبي ولا يجب التلفظ.
2 ـ يجب أن يكون الرمي بسبع حصيات. والاحوط لزوماً أن تكون أبكاراً (غير مستعملات في الرمي قبل ذلك). ويستحب في الحصى أن تكون ملونة ومنقطة وأن يكون حجمها بمقدار أنملة إصبع.
3 ـ يجب أن تكون الحصيات من حصى الحرم المكي عدا المسجد الحرام ومسجد الخيف وغيرهما من المساجد. والأفضل أن تكون من المشعر الحرام (المزدلفة).
4 ـ يجب أن يكون رمي الحصيات بالتعاقب الواحدة تلو الأخري.
5 ـ يجب أن تصل الحصيات الى الجمرة فلا يحسب الرامي منها الحصاة التي لا تصل الى الجمرة.
6 ـ يجب أن يكون وصولها الى الجمرة بسبب الرمي فلا يجزي وضعها عليها.
7 ـ يجب أن يكون الرمي بين طلوع الشمس وغروبها من يوم العيد ولو تعمّد الحاج ترك الرمي في هذه الفترة بطل حجه.
8 ـ يستحب للحاج أن يرمي جمرة العقبة متوجهاً اليها وهو مستدبر للقبلة.
9 ـ يجزي النساء والضعفاء وسائر من رُخّص لهم الإفاضة من المشعرالحرام (المزدلفة) في الليل أن يرموا الجمرة في ليلة العيد إلاّ الذين يتولون شؤونهم فإنهم لا يجزيهم الرمي ليلا.
10 ـ اذا شك الحاج في إصابته للجمرة بني على عدم إصابته لها إلاّ اذا كان الشك بعد الذبح أو الحلق أو دخول الليل فعندئذ لا يعتني الشاك بشكه.
11 ـ الأحوط وجوباً أن يرمي الحاج المقدار الذي كان سابقاً من الجمرة لا الزائد عليه. ويجزي الرمي بمقـــدار قامة أنسان بل أطول منها قليلاً. وعليه فالأحوط وجوباً عدم الاجتزاء بالرمي من الطابق العلوي.

ملاحظة:/ بسبب التحديثات الجديدة التي اجريت على الجمرات الثلاث وزيادة مساحة الجدار فيها، يرجى مراعاة ما يلي:

سؤال : تقوم السلطات السعودية باحداث جدار في موقع كل من الجمرات الثلاث في منى ، ووفق المخطط الهندسي ستكون الجمرة في وسط الجدار المستحدث الذي تزيد المسافة بين طرفيه الايمن والايسر على عشرين مترا فالجمرة محاطة بهذا الجدار من جميع الجوانب الا ان بعض مواضع الجدار وهو وسطه اقرب الى الجمرة من سائر المواضع فما هو موقف الحاج في الرمي؟
الجواب : اذا تبيّن ان العمود السابق يقع في وسط الجدار المستحدث يكفي رمي وسط الجدار في الموضع الذي يقع العمود خلفه ملاصقا به او قريبا منه ، ويراعى في الجمرة الكبرى ان يكون الرمي في غير جهة خلفها على الاحوط.


سؤال : قامت السلطات السعودية بازالة الاعمدة التي کان يتشکل منها الجمرات الثلاثة في منى واستحدثت بدلا عنها جدرانا کل واحد منها بطول 25 مترا وعرض متر واحد وبارتفاع خمسة امتار فما هو موقف الحجاج في الرمي؟
الجواب : اذا کان جزء من الجدار المستحدث يقع في مکان العمود السابق فلابد من رمي ذلك الجزء مع تيسّر تشخيصه ولو بالاستعانة بأهل الخبرة قبل ايام الرمي ، وإن لم يتيسّـرالتشخيص فالاحوط لزوما رعاية الاحتياط بتکرار الرمي إلا ما يکون منه حرجيا او ضرريا.

بعد أن ينتهي الحاج من الطواف يتوجّه لأداء الواجب الثامن من واجبات الحج.. وهو صلاة طواف الحج ونيتها مع القربة والإخلاص هكذا: أصلي ركعتي الطواف لحج التمتع قربة الى الله تعالى . ويكفي في النية القصد القلبي ولا يجب فيها التلفظ.


السعي

بعد أن ينتهي الحاج من صلاة الطواف يتوجّه لأداء الواجب التاسع من واجبات الحج وهو السعي. ونيته مع القربة و الإخلاص هكذا: أسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط لحج التمتع قربة الى الله تعالى .
ثم إن كيفية وشرائط طواف الحج وصلاته والسعي هي كيفية وشرائط طواف عمرة التمتع وصلاتها والسعي بالضبط (انظر الشرح السابق) على التوالي. ويستحب الإتيان بطواف الحج وصلاته يوم العيد ويجوز تأخيره حتى آخر ذي الحجة الحرام. ومن الجدير بالذكر أن الحاج المتمتع متى ما أتم ّطواف الحج وصلاة الطواف والسعي حلّ له الطيب وبقي عليه من محرمات الاحرام النساء وكذلك الصيد على الاحوط وجوبا.


طواف النساء وصلاته

بعد أن ينتهي الحاج من أداء السعي يتوجه لأداء الواجب العاشر من واجبات الحج وهو طواف النساء. ثم بعد أن ينتهي منه يتوجّه لأداء الواجب الحادي عشر وهو صلاة الطواف. فاذا فرغ الحاج من السعي يعود الى البيت الحرام ليطوف طواف النساء ناوياً مع القربة والإخلاص هكذا: أطوف حول البيت سبعة أشواط طواف النساء لحج التمتع قربة الى الله تعالى . حتى اذا انتهى الحاج من طواف النساء صلى صلاة الطواف خلف مقام إبراهيم (ع) ناوياً مع القربة والإخلاص هكذا: أصلي ركعتي طواف النساء لحج التمتع قربة الى الله تعالى . ويكفي في نية كليهما القصد القلبي ولا يجب فيهما التلفظ.


المبيت بمنى

بعد أن ينتهي الحاج من صلاة الطواف يتوجّه لأداء الواجب الثاني عشر من واجبات الحج وهو المبيت في منى ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر من ذي الحجة الحرام. فإذا ذهب الحاج الى مكة يوم العيد وجبت عليه العودة الى منى ليبيت فيها قاصداً القربة مع الإخلاص كأن يقول: أبيت هذه الليلة بمنى لحج التمتع قربة الى الله تعالى . ولا يجب في النية التلفظ.

رمي الجمار

وهو الواجب الأخير من واجبات الحج وهو رمي الجمرات الثلاث: الجمرة الصغري والجمرة الوسطي وجمرة العقبة على التوالي.
ويحســن بي أن أذكــر هــنا أنّ المسافة بين الجمرة الصغري الي الوسطي (150 مترا). وانّ المسافة من الجمرة الوسطي الي جمرة العقبة (275 متراً). وتكون النية مع القربة والإخلاص هكذا: أرمي الجمرة الأولي لحج التمتع قربة الي الله تعالي . وهكذا النية في الجمرة الوسطي وجمرة العقبة. ولا يجب في النية التلفظ.. بعد ذلك يبدأ الحاج برمي الجمرة الأولي أولاً ثم الجمرة الوسطي ثانياً ثم جمرة العقبة.

وهكذا ينتهي الحج